أمة ثابتةً صامدة اختارت دينها ????

في كل يوم تزداد الأمة ثباتًا علي دينها وتشبثًا بهويتها وإصرارًا علي بذل النفس والنفيس في سبيل مقاومة أعدائها. وفي كل يوم يزداد الحكام وبطانتهم والمزينون لهم ثباتًا علي ديدنهم!! فقِبْلتهم الغربية هي قبلتهم، وأوثانهم التي يخشعون لها في صلاتهم هي هي أوثانهم.. وكما يئست الأمة من أي عون أو عدل من الحكام والبطانة والجوقة التي تزين الباطل وتسوق إلي الدمار.. كذلك يئس أصحاب السلطان من التواصل مع أمتهم والتواضع لها عن طريق استلهام رأيها وتقعيد الشوري معها؛ لأن الأمة مصممة علي محاسبتهم علي ما أخذوه من مليارات من عرق الكادحين وأثْروا به بنوك أمريكا وأوربا، وكذلك محاسبتهم علي ما باعوه من ثوابت الأمة من أرض أو دين أو لغة أو كرامة أو استقلال حقيقي. أو قتل للحقوق الأساسية للإنسان، أو استمراء لخطفهِ من بيته باسم "التحفظ والاعتقال"!! وتعذيبه وسجنه باسم (التطرف) أو التربص بالوطنيين والمدنيين.. والرضا عن المفسدين الضالين!! فكيف يلتقي الطرفان؟!! وحكام ثابتون علي الباطل ويعود العيد والحال هو الحال.. والساجدون من العلية والصفوة - بمقياس الدنيا - في محراب الماسونية والصهيونية والعولمة.. كما هم ..عاكفون علي أوثان لهم.. علي الرغم من العواصف المتتالية التي تفرض المراجعة علي أهل الانتماء والغيرة والعقل والرشد.. لكنهم في غيهم صامدون لا يتزحزحون؛ لأن قلوبهم وأموالهم المنهوبة هناك!! أما الركع السجود لله..المتجهون إلي الكعبة فهم أيضًا صامدون صابرون لا يشركون بالله شيئًا، ويعدون كل ما يقع لهم ولأوطانهم ودينهم تمحيصًا من الله لإيمانهم، وذلك كما علمهم ربهم في كتابه الكريم بقوله: {ّلّقّدً فّتّنَّا پَّذٌينّ مٌن قّبًلٌهٌمً فّلّيعًلّمّنَّ پلَّهٍ پَّذٌينّ صّدّقٍوا $ّلّيعًلّمّنَّ پًكّاذٌبٌينّ} [العنكبوت 3] وقوله: {فّاصًبٌرً كّمّا صّبّرّ أٍوًلٍوا پًعّزًمٌ مٌنّ پرٍَسٍلٌ $ّلا تّسًتّعًجٌل لَّهٍمً كّأّنَّهٍمً يوًمّ يرّوًنّ مّا يوعّدٍونّ لّمً يلًبّثٍوا إلاَّ سّاعّةْ مٌَن نَّهّارُ بّلاغِ فّهّلً يهًلّكٍ إلاَّ پًقّوًمٍ پًفّاسٌقٍونّ <35>} [الأحقاف 35]

ويعود العيد ليشهد بعض فصول المأساة... فهناك حكامنا الصامتون علي إهانة أمتهم، الذين يتلقون في كل يوم صفعة من الإهانة. من رؤساء الدنيا لنبيهم الكريم الذين يدَّعون أنهم يؤمنون به، بل وصفعات من إهانة موجهة لدينهم كله ولحضارتهم ولأمتهم في القديم والحديث.. لكنهم يتفرجون، كأنهم ليسوا من هذه الأمة ولا تربطهم بها علاقة وكأن أمرها لا يعنيهم، وكأنهم ليسوا مؤتمنين عليها، وكأنهم تعاقدوا علي بيعها وخيانتها لصالح الماسونية العالمية وأداتها التنفيذية الصهيونية (بيع مَن لا يملك لمن لا يستحق). وهنا أتذكر ما ورد في مذكرات طبيب يهودي خاص لملك راحل من ملوك العرب في عصرهم الحديث الأسيف... فلقد أوردت هذه المذكرات نص رسالة موجهة من الملك إياه إلي قادة الدولة العظمي يقول فيها "اضمنوا لي عرشي، وأفعلوا بشعبي ما شئتم". فهكذا باع الحاكم - صراحة - شعبه في سبيل العرش وخان الأمة بأكملها وخان دينه وتراثه وحضارته! لقد آذي "سلمان رشدي" بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتهجم الخسيس علي أشرف نساء الدنيا.. أمهات المؤمنين فما نطق حاكم عربي بكلمة... وتركوا الأمر لبعض المفكرين والإعلاميين والمتدينين.. أما هم.. فلهم وقارهم الذي يمنعهم من النزول إلي مستوي الدفاع عن دين الأمة وحضارتها. ولماذا يدافعون وظروفهم السياسية لا تسمح بمقاومة السادة الأحرار.. دفاعا عن عبيد مقهورين لا يساوون شيئًا..!! أمريكا: حفارة قبور البشرية وهنا أستعير عنوان كتاب المفكر الفرنسي المسلم الكبير (رجاء جارودي) الذي يسميه (حفارو القبور)- (أمريكا طليعة الانحطاط)، معلنًا فيه هرولة أمريكا إلي حفر قبور البشرية كلها- ولأول مرة في التاريخ يعلن رئيس دولة كبري لمجرد الاختلاف الديني أن أصحاب الدين الآخر الذين يقترب عددهم من (ربع العالم) بأنهم فاشست (فاشيون)... لكن رئيس أمريكا الذي أخذت الأرض في عهده زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها.. أما أمريكا التي تغزو عددًا من الدول الإسلامية في وقت واحد، وتقتل الأبرياء في كل ساعة، وفي كل يوم فهي وبوش المصطفون الأحرار الذين يمثلون (حزب الله)، بينما يمثل المسلمون (حزب الشيطان) الجدير بالإبادة الفردية والجماعية. ومع هذا الإعلان فإن أكثر حكامنا الجبارين وقفوا من هذه الوصمة (عار البوشية) صامتين لا ينطقون، وليس فيهم رجل رشيد يتطوع بالرد علي (بوش) الذي تقوم سياسته علي التلفيق والكذب و(الدكتاتوريةالديموقراطية الجديدة) ويبدو أن نصوص العقد الموقع بينهم وبين القوي العظمي لا تسمح لهم بالرد..!!

نصيب الكاثوليكية في الحملة الصليبية يطلع علينا البابا (بندكت السادس عشر) ليزيد الطين بلَّة، فهو يتظاهر بالجهل الشديد، وينقل نصوصًا مبتورة مردودًا عليها منذ قرون كثيرة ويتكلم من مستنقع الحقد، لا من منطلقات العقل.. وتبدو معلوماته عن أعظم الأديان (الإسلام) معلومات تلميذ متخلف عقليا.. ومع ذلك فنحن نظن - وبعض الظن حق - أنه يعرف الإسلام كما يعرف الناس أبناءهم، لكنه أراد مؤازرة الرئيس (بوش) الذي وصف المسلمين (بالفاشية) ليتعانق بالتالي رأي رجل الدنيا والسياسة مع رأي رجل الدين الكاثوليكي في تصوير المسلمين بهذه الصورة البشعة.. وبالتالي تتم مراسم تدشين الحرب الصليبية العالمية الثالثة علي المسلمين فكرًا وجيوشًا، وهي الحرب التي يتواطأ فيها أيضًا ولاة النفاق الذين لا ينطقون ولا يتحركون إلا في النطاق الذي يسمح لهم به سادتهم الكبار!! أركان الحرب الصليبية الثالثة فهناك - أذن - قوي أربع تتآزر في الحرب العالمية الصليبية علي الإسلام أولها: قوة أمريكا بقيادة اليمين الأمريكي المحافظ وهم الذين يشكلون ما يسمي بالمسيحية البروتستانتية الصهيونية. وثانيها: القوة الصهيونية وأتباعها في العالم بكل ما تملك هذه القوة من آلة إعلامية جبارة وثراء اقتصادي فاحش وتأثير سياسي عالمي يجعل حكام العالم الأول (أوربا وأمريكا) أشبه بمندوبين عن اليهود (كما قال محاضير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق) حين رأي رؤساء فرنسا وإيطاليا وألمانيا وغيرهم يتكلمون باللغة نفسها التي يتكلم بها حكام إسرائيل.. أما القوة الثالثة التي قررت الإعلان عن انضمامها الرسمي لهذا الكيان، فهي الفاتيكان رأس الكاثوليكية في العالم، والتي تسعي لفرض الكثلكة علي المسلمين والمسيحيين معًا.. وتركب موجة الحرب الثالثة علي الإسلام تحت ستار (الحرب علي التطرف) ، [والتطرف -عندهم- هو الإسلام قولاً واحدًا، والمسلمون كما يقول (بوش) هم الفاشيون في العالم...] ليكون للكنيسة الكاثوليكية نصيب في الكعكة الإسلامية أو بالتعبير النبوي الكريم: (القصعة التي يتداعي عليها الأكله" متناسية وتجاوزة - حقائق كثيرة كانت قد انتهت إليها (الفاتيكان) من قبل، منها الإعلان الذي أعلنه المجمع الفاتيكان الثاني الصادر في عام 1965م والذي طوي فيه صفحة الظلم والإفك والبهتان ضد الإسلام خلال قرون طويلة في العصرين الوسيط والحديث، معلنًا التزام الكنيسة الكاثوليكية بالنظر إلي المسلمين بعين التقدير لأنهم يعبدون الله الواحد الحي القيوم الرحمن القدير الذي خلق السماء والأرض كلم الناس، ولأنهم يسعون بكل نفوسهم إلي التسليم بأحكام الله وإن خفيت مقاصدها كما سلم لله إبراهيم الذي يفخر الدين الإسلامي للانتساب إليه وإنهم - أي المسلمين - علي كونهم لا يعترفون بيسوع إلهايكرمونه نبيا ويكرمون أمه العذراء مريم، ثم إنهم ينتظرون يوم الدين الذي يجازي الله فيه جميع الناس بعدما يبعثون أحياء. ومن المفروض أن يلتزم البابا بما قرره المجمع الفاتيكاني الرسمي من أربعين عامًا، وليس من صلاحياته تجاوز هذا القرار بطريقة فردية اللهم إلا بانقلاب ثوري ديكتاتوري يشبه انقلابات حكام العالم الثالث المأجورين وهو ما لا يليق بمكانة الباباوية. الطابور الخامس: القوة الرابعة وأما القوة الرابعة والتي تؤازر أعداء الأمة دائمًا، وتتربص بالإسلام مع المتربصين -حتي تفوز عند تقسيم الأغنام بنصيب كبير- وتكون مندوبة للقوي المعتدية علي بلادهم.. تحكم باسمها وتقهر شعبها لصالحها. فهي القوة الخائنة - سياسيا أو فكريا - في الداخل؛ الذين يتحركون في مؤازرة قوي الهيمنة تحت شعارات (التنوير اللاديني) أو (التطبيع) أو (الحرص علي السلام) وتجنيب الشعب الحروب والويلات حتي ولو هوجمت أقدس مقدساته.. فدور هذا الطابور الخامس - إذن - هو هذا الكلام (والكلام لمجرد الكلام) وهو محصور في الوساطة لحساب الصهيونية وأمريكا مع قوي المقاومة والرفض.. باسم العقلانية والسلام... ومن العجيب أن هذا الطابور يستمد شرعيته - مثقفين وولاة أمور- من الخارج ويكادون يعلنون هذا في صراحة عجيبة، فلم تعد لشعوبهم عندهم قيمة وأصبحت الخيانة طريقًا شبه عادي.

ويعود العيد وقد بدأت الحملة الشرسة العالمية تتضح معالمها للجميع، فرئيس أكبر دولة يدشنها وبابا الفاتيكان يباركه، أما القوي الصهيونية فتعلن عمليا وقوليا بكل وضوح أنها في حرب مع الإسلام (الإرهابي!!). وكان ضروريا بعد هذا التدشين أن يبدأ الهجوم المنظم علي الإسلام والمسلمين، لا سيما وهناك أصحاب مواقع متميزة في الغرب يعلنون في كل يوم عداءهم للإسلام مثل رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي الألماني ومثل رئيس وزراء ولايه (بافاريا) بألمانيا وغيرهما. ومن جانبه بدأ الإعلام الغربي في كل أسبوع يرسل قنبلة فكرية إلي المسلمين؛ ففي 16 سبتمبر نشرت صحيفة (فرانكفورتر ألجماينة) دراسة مزيفة للكاتب (إيجون فليج) تحت عنوان: "الإسلام يريد غزو العالم" وصم فيها الإسلام بالعنف وبأنه دين قتالي، وأن هدف المسلمين هو غزو العالم بأسره وتدميره تحت زعم أنه دار الحرب، بل إنه وصل به الأمر إلي الدفاع بقوة عن (الحروب الصليبية) مؤكدًا أن البابا أوربان الثاني كان حينها علي حق وأن هذه الحروب تمت إما لمساعدة المسيحيين المضطهدين وإما لتحرير الأماكن المقدسة في فلسطين أو لحماية المسيحيين من الأطماع الإسلامية. ثم وصل الأمر بـ "بفليج" إلي انتقاد الإسلام بطريقة فجّة ودعم من أسماهم المثقفين الإسلاميين من عملاء الغرب ليختم مقالة قائلا: "إن من يستمر في بث الأساطير عن التسامح الإسلاميين [أي المنافقين والحداثيين الخونة] يحول دون قيام المثقفين الإسلامي بأي أصلاح للإسلام"!! ويلاحظ أنهم يسعون لصناعة إسلام جديد!! وبعد ذلك بثلاثة أيام في (19 سبتمبر) نشرت صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية مقالاً للكاتب "بربير ريديكين" قال فيه: "إن محمدًا يصور نفسه في القرآن علي أنه مقاتل لا يرحم، قام بالنهب، وهو قاهر لليهود ومتعدد الزوجات.. وإن القران الذي يتعلمه كل مسلم يتضمن الكراهية والعنف.

وهكذا نكتشف من هذه الضربات أو القنابل، المتلاحقة - أن عجلات الحرب الصليبية التي دشنها (بوش) و(بندكت) بدأت تدور بسرعة فائقة ! بشريات ما بعد ليلة القدر والعيد ومع ذلك كله.. فإن الخير قادم.. ودعاؤنا في ليلة القدر لن يضيع سدي... لقد استيقظ المسلمون علي هذه الضربات.. إن كلام (بوش) أو (بندكت) أو غيرهما لن يضرّ الإسلام في شيء، ولن يضروا المسلمين (إلا أذي) لا بدّ منه في حياة أقامها الله علي الصراع بين الحق والباطل.. فلا ضير من بعض الأذي.. ومن أعظم الأذي (خيانة بعض الحكام والمثقفين) .. لكنه أذي طبيعي تعرض له كل الأنبياء.. وهو من سنن الله حتي يعلم الصادقين.. والمهم أن نستعدّ ونستنفر قوانا الفكرية والحضارية كلها.. فهذه الغارة من شأنها أن تجمع الأمة، وأن ترتفع بشرائحها كلها - ما عدا الطابور الخامس - إلي مستوي المسئولية.. وقد أعجبتني مقالة للدكتور (نصر حامد أبو زيد)... وردت فيها تحليلات جيدة وانتهي فيها إلي القول بأن (حديث البابا عن الإسلام بهذه الطريقة الفجة وغير العلمية يمثل ستارًا لنقده لكل المسيحيات فيما عدا الكاثوليكية).. ومما قاله الدكتور نصر أبو زيد أيضًا: "هل كان رد الفعل في العالم الإسلامي صحيحًا؟ لاشك أن المحاضرة تقدم إسلامًا وهميا، لكنه الإسلام الذي يخدم غرض البابا الذي من المؤكد أنه يعلم شيئًا عن تاريخ الفلسفة الإسلامية، ويعلم عن "الفارابي" و"ابن سينا" و"ابن رشد". ولا شك أنه يعلم عن المعتزلة بوصفه عالم لاهوت متخصص، ولاشك أنه يعلم أن قضية "العقل والنقل" كانت من أهم قضايا الفكر الإسلامي .. لذلك نقول إن هناك مبررًا للغضب، بسبب هذا التجاهل العمدي والتزوير الواضح. ويجب أن يكون التعبير عن هذا الغضب فعلا إيجابيا لا مجرد احتجاجات ومظاهرات تنديد وشجب"!! وقد قلت في نفسي بعد قراءتي لمقال نصر أبي زيد: حتي نصر أبو زيد يدافع عن الإسلام وحضارته..!! إنها نعمة كبيرة.. ولسوف يأتي يوم يعود فيه الشاردون إلي مرفئهم الآمن، ودينهم الودود، وحضارتهم القائمة علي العدل والإحسان.. فشكرًا لكل هؤلاء الأعداء الواضحين.. ونسأل أن يتوب علي الخونة والمنافقين.. وإن يوم الإسلام لقادم.. ولو كره الكافرون والمنافقون.

كلامك جميل قوى يا ولاء

اللهم ثبتنا على دينك
جزاكى الله خيرا
ميرسى يا قمر

ميرسي يا دودو منوره التوبيك

توبيك رائع
الى الامام دائما وربنا يهدى المسلمين